الملخص
---------
كيف ينجح ضابط مخابرات معادٍ فى الحصول على سرّ الصفقات العسكرية السِّرِّية ؟ لماذا تضافرت كل القوى للقضاء على أدهم صبرى فى الولايات المتحدة الأمريكية ؟ تُرَى هل ينجح ( أدهم ) فى أداء مهمته وكشف القناع عن الجاسوس المعادى ؟ اقرأ التفاصيل المثيرة و قاتل مع رجل المستحيل فوق أرض العدو
-----------------------
الفصل الأول : الهدف
-----------------------
دوی صوت ست رصاصات متتالية في حجرة
التدريب أسفل مبنى المخابرات الحربية ، أعقبه تصفيق
حاد ، تخالطه عبارات الإعجاب ، ثم تقدم كهل يحمل
رتبة صول إلى القائم الخشبي الذي يحمل هدف
التصويب ذا الدوائر الست المختلفة الأحجام والأبعاد
وأخذ يتأمله برهة قبل أن يصيح بلهجة هي مزيج من
الفرح والدهشة :
مستحيل !! هذا رائع !! أروع إصابة شاهدتها
منذ عملت في مجال تدريب الرماية
ثم التفت إلى الشاب الطويل الوسيم ، الذي يقف
هادئا وعلى شفتيه ابتسامة وقورة ، وقال :
بدون مجاملة .. أستطيع أن أقول : إنك أمهر من
أمسك المسدسات في العالم يا سيادة المقدم
ابتسم المقدم ( أدهم صبري ) ابتسامة واثقة ،
وقال بصوت هادئ :
يرجع الفضل في ذلك إليك يا عزيزي
، فأنت أول من علمني إطلاق النار
( منصور ) ،
اكتست ملامح العجوز بالفرحة وهو يقول بابتسامة
عريضة
عفوا يا سيادة المقدم .. إنما يرجع الفضل إلى
موهبتك الفريدة في الاستيعاب ، وإلى ثبات أعصابك
الخرافي
ثم تابع وهو يشير إلى هدن :
ـ لقد قمت :دريب المئات خلال سنوات عملی
الثلاثين ، ولكن أحدا منهم لم يتمكن من إطلاق ست
رصاصات في ثقب واحد كما فعلت أنت يا سيادة
المقدم .. إنما أنت موهوب
ضحك ( أدهـم ). وقال وهو يربت على كتف
العجوز بحنان :
کفی مدیحا یا عزیزی ( منصور ) وإلا أصبتني
بالغرور
فأسرع أحد الحاضرين يقول :
ـ أنت تستحق أكثر من ذلك أيها المقدم .. هذا
الذي رأيناه الآن يعد من المستحيلات
وتبعه ثان يقول بحرارة :
هذا بالإضافة إلى المهارة التي شاهدناك عليها
عند ساحة إطلاق المدافع الرشاشة .. لقد كنت رائعا
وصاح ثالث :
ولقد أعطيتنا درسا في القتال بالأسلحة
البيضاء ، ظهر اليوم في صالة التايكوندو
ابتسم ( أدهم ) وقال وهو يعيد حشو مسدسه :
ــــ دعنا نهتم بالخطوة التالية قبل أن يتملكني الزهو
كانت الخطوة التالية هي إطلاق الرصاص على
هدف متحرك ، تزداد سرعة حركته كلما. أصابته
رصاصة من الرصاصات الست التي يحويها خزان
المسدس .. وبدأ الهدف يتحرك بسرعة متوسطة وفى
اتجاهات عشوائية لا يمكن التكهن بها مسبقا .. وكان
( أدهم ) واقفا على بعد ستة أمتار الهدف ، وإلى
جواره همس أحد الحاضرين في أذن جاره قائلًا
ـ هذا يعد أصعب اختبارات الرماية بالمسدس على
لقد أصبت في أفضل المرات أربع
رصاصات من ست ، وحصلت على
ولكنه لم يستطع إكمال عبارته بل ارتفع حاجباه
بدهشة بالغة ، وتدلّى فكه الأسفل ، عندما دوت
رصاصات ( أدهم ) الست لتصيب الهدف بدقة
وسرعة ، حتى
أن الهدف نفسه لم يجد الوقت الكافي
لتزداد سرعته ، بل تلقى الرصاصات الست وهو يترنح
كرجل أفقدته الخمر اتزانه .. ارتج المكان بهتاف
الدهشة والإعجاب ، واندفع البعض يهنئ ( أدهم )
على تسديده الرائع ، على حين تسمر الباقون دهشة
ابتسم ( أدهم ) بهدوء ، ونفخ الدخان البسيط
المتصاعد من فوهة المسدس ، ثم ناوله للصول
( منصور ) الذي زينت وجهه ابتسامة فخر وإعجاب
وهو يتابع انصراف ( أدهم ) الهادئ ، ويفتل شاربه
الضخم بيده الخالية ، غير مصدق أن هذا الرجل
المستحيل كان يوما ما واحدا من تلامذته في الرماية
وإن امتلأت نفسه بالفخر لذلك
تحرك ( أدهم ) بهدوء في ممر الطابق السفلي من
مبنى المخابرات الحربية ، وابتسامته الوسيمة تلقى التحية
إلى كل من يقابلهم ، وتوقف أمام المصعد رقم
( ثلاثة ) ، وضغط زر الهبوط ، ولكنه لاحظ أن المصعد
في طريقه للهبوط بالفعل ، وعندما توقف في الطابق
السفلى وتحرك بابه مفتوحا وجد ( أدهم ) نفسه أمام
زميله النقيب ( فاروق ) الذي قال بسرعة
ـ إنني أبحث عنك يا سيادة المقدم
نظر إليه ( أدهم ) بتساؤل ، فتابع قائلا
ـ سيادة اللواء المدير يبحث عنك ، ويطلبك في
الحال .. يقول : إن الأمر ضروري وعاجل جدا